لغتنا ثروتنا فلنحافظ عليها طباعة
لقد فشت المفردات الأجنبية بصفة لافتة للانتباه في الإعلام العربي المقروء منه و المسموع و المرئي، بعد أن كانت مقتصرة على الشارع. و هذا ينذر بخطر كبير يحدق بلغتنا العربية التي تمثل ركنا من أركان ديننا و حضارتنا و يظهر الإهمال و الاحتقار اللذين تلقاهما لغتنا في هذا العصر.  هذي الظاهرة تجعلنا نطرح تساؤلات عن  مصير اللغة العربية في الأجيال القادمة  إن لم نعمل على صيانتها.
إن كل من يمتلك قدرا من الإحاطة باللغة العربية وهو يتابع ما يعرض من برامج مرئية أو يتصفح ما يكتب في الجرائد والمجلات ليغمره شعور بالحزن أمام الاستعمال المفرط و الذي ما له من مبرر في اللهجات المحلية والمفردات الأجنبية فضلا عن الأخطاء اللغوية الفادحة والمتكررة لمن أراد أن يتكلم بلغة فصيحة.
قد لا يبالي الكثير بخطورة هذا الموضوع و لا يدرك قيمة اللغة في صياغة هوية المجتمع و صون وحدته و تماسك أفراده. و ليس يعسر على الدارس تاريخ الحضارات أن يخلص إلى أن سيادة الأمم مرتبطة بسيادة لسانها و أن بقاءها كان دوما ملازما لبقاء لغتها. كما يسهل على الملاحظ اليوم أن يبصر كيف تتمسك الدول و الشعوب و القبائل بلغتها وتحرص على التكلم بها في المحافل الدولية، وتعتبرها مصدر فخر و عزة.  لكن كثيرا من العرب يتخلى شيئا فشيئا عن لغته، و يستبدل بها لكنة أعجمية و يخيل إليه أنه بذلك يكون أقرب إلى الحضارة و الحداثة. وقد نسي أو تناسى أن لولا اللغة العربية لما عرفت أوروبا الحضارة و الرقي.
لقد أدركت قوات الاحتلال الفرنسية و البريطانية  هذا فأتت بنيانها من القواعد ليخر السقف على تلك الشعوب من فوقها فعملت بكل ما أوتيت من قوة على اجتثاث اللغة القومية من أهلها سالبة معها نصيبا كبيرا من مبادئ القوم وأخلاقهم وشيمهم وكرامتهم و قد نجحت في ذلك إلى حد كبير. و حسبك في ذلك ما ترى في بعض البلدان العربية التي رزحت طويلا تحت الاحتلال فكان أن شوهت لغتها تشويها.
إن لغتنا  أجمل اللغات و أثراها و يكفيها و يكفينا فخراً أن القرآن عربي و أن رسول الإسلام عربي ! و أن المعجزة اللغوية في القرآن معجزة خالدة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.لغتنا ركن من هويتنا العربية الإسلامية فلنحافظ عليها.